كتاب التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثا النووية

وتحذيرهم، فظنوا أن ذلك لقرب مفارقته لهم، فإن المودع يستقصي ما لا يستقصي غير في القول والفعل.
فأوصنا: وصية جامعة كافية.
بتقوى الله: امتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
والسمع والطاعة: لولاة الأمور، فيجب الإصغاء إلى كلام ولي الأمر، ليفهم ويعرف، وتجب طاعته.
فسيرى اختلافا: في الأقوال والأعمال والاعتقادات.
فعليكم بسنتي: الزموا التمسك بها، وهي طريقته صلى الله عليه وسلم، مما أصله من الأحكام الإعتقادية والعملية الواجبة والمندوبة وغيرها.
الراشدين: الذين عرفوا الحق واتبعوه، والمراد بالخلفاء الراشدين: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
عضوا: بفتح العين وضمها غلط.
بالنواجذ: أواخر الأضراس.
بدعة: وهي ما أحدث على خلاف أمر الشارع، ودليله الخاص أو العام.
يستفاد منه:
1 - المبالغة في الموعظة، لما في ذلك من ترقيق القلوب، فتكون أسرع إلى الإجابة.
2 - الاعتماد على القرائن في بعض الأحوال، لأنهم إنما فهموا توديعه إياهم بإبلاغه في الموعظة أكثر من العادة.
3 - أنه ينبغي سؤال الواعظ الزيادة في الوعظ والتخويف والنصح.
4 - علم من أعلام النبوة، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر بما يقع بعده في أمته من كثرة الاختلاف _ ووقع الأمر كذلك.

الصفحة 65