كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 31)

فدخلوا، فأخرجوا إليه تمثال (رجل) (¬1)، فألهب على أهل الدار (¬2).
وعن سويد بن غفلة أن عليًّا حرق زنادقة بالسوق، فلما رمى عليهم النار قال: صدق الله ورسوله، ثم انصرف (¬3). وعن قابوس بن أبي المخارق، عن أبيه قال: بعث علي - رضي الله عنه - محمد بن أبي بكر أميرًا على مصر، فكتب إليه يسأله عن زنادقة: منهم من يعبد الشمس، ومنهم من يعبد غير ذلك، ومنهم من يدعي الإسلام، فكتب علي - رضي الله عنه - وأمره بالزنادقة أن يقتل من كان يدعي الإسلام ويترك سائرهم يعبدون ما شاءوا (¬4).
وذكر أبو المظفر طاهر بن محمد الإسفرائيني في كتابه "التبصير في الدين" أن الذين حرقهم علي - رضي الله عنه - طائفة من الروافض تدعى السبائية ادعوا أن عليًّا إله، وكان رئيسهم عبد الله بن سبأ وكان أصله يهوديًّا (¬5) (¬6).
فصل:
اختلف العلماء في استتابة المرتد على قولين، فروي عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود (¬7) أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وهو قول أكثر العلماء.
¬__________
(¬1) كذا في الأصل، وفي "المصنف": رخام.
(¬2) "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 558 (28994 - 28995).
(¬3) "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 558 (28993).
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 558 - 559 (28996).
(¬5) ورد في هامش هامش الأصل: كذا ذكر ابن تيمية أن الذين أحرقهم عليٌّ بالنار ادعوا فيه الإلهية في الرد على ابن مظهر.
(¬6) "التبصير في الدين" ص123.
(¬7) انظر هذِه الآثار في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 556 - 557 (28976، 28977)، "شرح معاني الآثار" 3/ 210 - 212 (5105 - 5111).

الصفحة 513