وحديث عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، وسلف في الصلاة (¬1).
وحديث حصين عن فلان قال: تَنَازَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحِبَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ -أي: بكسر الحاء المهملة ثم باء موحدة- ثم ساق حديث روضة خاخ أو حاج السالف في المغازي (¬2)، وفيه: فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ. أي: غرقتا بالدموع، وهو افعوعلت من الغرق.
وقوله: (عن فلان) قال الجياني: هو سعد بن عبيدة السلمي، وهو ختن أبي عبد الرحمن السلمي، يكني أبا حمزة (¬3)، كذا سمي بغير موضع من البخاري من حديث علي، ولا خلاف بين العلماء أن كل متأول معذور بتأويله غير مأثوم (فيه) (¬4) إذا كان تأويله ذلك سائغًا في لسان العرب، أو كان له وجه في العلم، ألا ترى أنه - عليه السلام - لم يعنف عمر في تلبيبه لهشام وعذره في ذلك؛ لصحة مراد عمر واجتهاده، وفيه ما كان عليه عمر - رضي الله عنه - من الشدة في دين الله، وكان هشام أيضًا قريبًا من ذلك، كان عمر بعد ذلك إذا كره أمرًا (يقول) (¬5): هذا ما بقيت أنا وهشام بن حكيم. وكذا حديث ابن مسعود، فإنه - عليه السلام - عذر أصحابه في تأويلهم الظلم في الآية بغير الشرك لجوازه في التأويل، وكذا حديث ابن الدخشن فإنهم (اشتدوا) (¬6) على نفاقه بصحبته للمنافقين ونصيحته لهم، فبين لهم الشارع صدقه ولم يعنفهم في تأويلهم. وكذا في حديث حاطب: عذره الشارع في تأويله وشهد بصدقه، وقد سلف كثير من معاني هذا الحديث في الجهاد في باب: الجاسوس.
¬__________
(¬1) سلف برقم (425) باب: المساجد في البيوت.
(¬2) سلف برقم (4274) باب: غزوة الفتح.
(¬3) "تقييد المهمل" 2/ 341.
(¬4) من (ص1).
(¬5) من (ص1).
(¬6) من (ص1).