كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 32)

وكانت تعز على أهلها * واعزز بها اليوم أيضا دفينا لقد غيب القبر في لحده * وقارا نبيلا وبرا ودينا وشيخي والأهل فارقتهم * وكنت اراهم رفاقا عزينا كأن تأوب أهليهم * حنين عشار تحب الحنينا واخوان صدق لحقنا بهم * وقد كنت بالقرب منهم ضنينا واوحشت في الدار من بعدهم * أظل على ذكرهم مستكينا أرى الناس يبكون موتاهم * وما الحي ابقى من الميتينا اليس مصيرهم للفناء * وان عمر القوم أيضا سنينا يساقون سوقا إلى يومهم * فهم في السياق وما يشعرونا فإن كنت تبكين من قد مضى * فأبكي (1) لنفسك في الهالكينا وابكي (2) لنفسك جهد البكاء * أن كنت تبكين أو تفعلينا (3) فإن السبيل لكم واحد * سيتبع الآخر الاولينا وان كنت بالعيش مغترة * تمنيك (4) نفسك فيها الظنونا فغادي قبورك ثم انظري * مصارع أهلك والاقربينا إلى أين صاروا وماذا لقوا * وكانوا كمثلك في الدور حينا واين الملوك وأهل الحمى (5) * ومن كنت ترضين أو تحذرينا واين الذين بنوا قبلنا * قرونا تتابع تتلوا القرونا أتيت بسنين قد رمتا * من الحصن لما أثاروا الدفينا على وزن منين إحداهما * تقل به الكف شيئا رزينا ثلاثين أخرى على قدرها * تباركت يا احسن الخالقينا فماذا يقوم لاجرامهم * وما كان يملأ تلك البطونا إذا ما تذكرت اجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا وكل على ذاك لاقى الردى * فنادوا جميعا فهم خامدونا *
_________
(1) في المختصر 14 / 29 فبكي
(2) في المطبوعة: وبكي
(3) المطبوعة: تعلينا
(4) المطبوعة: وتمنيك
(5) في المطبوعة: وأهل الحجى

الصفحة 472