كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

ويزيدك وضحاً ما ذكر ما ذكر أن وفد الأزد وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: "من الوافد ومن القوم؟ قالوا: إنا مؤمنون ,قال صلى الله عليه وسلم: لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانكم"؟ قالوا: إنا مؤمنون بخمسة عشر خصلة، خمس أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نفعلها وخمس كنا عليها في الجاهلية، قال صلى الله عليه وسلم: ما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها؟ قالوا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، قال: وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تفعلوها؟ قالوا: أمرتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن نصلي ونزكي ونصوم ونحج، قال صلى الله عليه وسلم: وما الخمس التي كنتم عليها في الجاهلية؟ قالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء، والثبات عند اللقاء، وترك شماتة الأعداء، قال: حكماء فقهاء كادوا يكونون من فقههم أنبياء، قال صلى الله عليه وسلم: أنا أزيدكم بخمس: لا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، وازهدوا فيما عنه راحلون، وارغبوا فيما عليه مقبلون، وتوبوا إلى الله الذي أنتم أليه ترجعون". فتأمل.
قال الشيخ رحمه الله: ولهما في حديث عتبان مرفوعاً "فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" 1.
قلت: وهذا صريح في أن المقصود من لا إله إلا الله ليس مجرد قولها؛ بل ينبغي أن يقصد بقولها وجه الله أي ينفي الآلهة من حيث الجملة ويثبت الألوهية للأحد الواحد الصمد القيوم المعبود الذي
__________
1 رواه البخاري (425 و667 و686 و6423 و6938) ومسلم (33) ، ومن حديث عتبان بن مالك.

الصفحة 114