كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

أو لا، فإن وقف فعليه السكون وإن وصلها فله فيه وجهان: الرفع وهو الأرجح، والنصب.
وأما أهل التجويد فاتفقوا على ترقيق ألف "الله" وألا يزيد فيها على مقدار مد الطبيعي وترقق لام "الله" إذا كسرت، أو كسر ما قبلها، وقد أجمعوا على تفخيمها بعد فتحة وضمة.
2- وأما إعرابها لها صدر وعجز فعجزها ظاهر الإعراب إذ هو جملة مبتدأ، وخبر، ومضاف إليه، فأما لا فهي نافية و"إله" مبني على الفتح لتضمنه معنى "من" إذ التقدير "لا من إله" ولهذا كانت نصًّا في العموم كأنه قد نفى كل إله غيره عز وجل من مبدأ ما يقرر إلى ما لا نهاية له، وقيل: بنى معها التركيب، وذهب الزجّاج أن اسمها معرب منصوب بها، وإذا فرغنا على المشهور من البناء فموضع الاسم نصب بلا العاملة عمل إن، وقال الأخفش: لا هي العاملة فيه.
ونقل السنوسي عن أهل العلم أن الاسم المعظم في هذا التركيب يرفع وهو الكثير ولم يأت في القرآن غيره وقد نصب فالرفع بالبدلية أو على الخبرية والقول بالبدلية هو المشهور وهي رأي ابن مالك، ثم الأقرب أن يكون من الضمير في الخبر المقدر، وأما القول بالخبرية في الاسم الأعظم فقد قال به الجماعة.
ومن البسط الوافي: "لا إله إلا الله" أصل "الله" إله فلما أريد قصر الخبر على المبتدأ وهو من قصر الصفة على الموصوف قدم الخبر فاقترن بلا وأخر المبتدأ فاقترن بإلا لإفادة الحصر، ومن القواعد أن المبتدأ إذا اقترن بإلا وجب تقديم الخبر، قال ابن مالك: [وخبر المحصور قدم أبداً] ، أي خبر المبتدأ المحصور قدم، [كما لنا إلا اتباع أحمد] ، ولله مرفوع على أنه بدل من اسم لا حملاً على محل البعيد الذي هو الرفع بالابتداء والتقدير لا إله

الصفحة 116