كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

قرة عيني في الصلاة" 1.
فتأمل قوله: الأول معاقب مع أنه مصلٍّ لكنه على الوجه الذي غير مرض في الشرع، والثاني محاسب مع أنه أتى بأكثر أفعالها على الوجه الشرعي ظاهراً لكن أخل بالخشوع، والثالث مكفر عنه الذنوب التي عليه من دون زيادة أجر، الرابع مثاب، والخامس مقرب.
فإذا عرفت ذلك فاعرف أن الناس في الذكر على مراتب منهم من يحسن لفظها ويعرف معناها ويعمل بمقتضاها ويأتي بمتمماتها ويتجنب نواقضها ويعرف فضلها ويمتثل بحكمها وحقها ويمشي على حقيقتها فهذا يوقف على لوازمها من التقوى والإخلاص وطيب القول والعمل الصالح كرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ومنهم من لا يحسن لفظها.
ومنهم من لا يعرف معناها.
ومنهم من لا يعمل بمقتضاها.
ومنهم من لا يأتي بمتمماتها.
ومنهم من لا يجتنب نواقضها ولا يعرف فضلها وحقها.
ومنهم من لا يمشي على حقيقتها فكل هؤلاء ما قالوها على الوجه المرضي المبغي منهم، فإذاً لا يوقف على لوازمها بل معاقب مغضوب عليه لأنه أخل بما ألزمه الله فيها، فمن تأمل هذا الباب عرف نعم الله التي منَّ الله علينا بها في آخر الزمان، وعرف خطأ أكثر الناس
__________
1 رواه الإمام أحمد (3/128 و195 و285) من حديث أنس بن مالك، ورواه الطبراني في "الأوسط" (5768) من طريق أخرى عن أنس بن مالك به، ورواه النسائي في "عشرة النساء" (2) من حديث أنس بن مالك به، وقال الحافظ في "التلخيص": إسناده حسن.

الصفحة 126