كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

مثله أو إسقاط لحرمته لقوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} . [الحشر: 21] . وقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} . [النساء: 82] . وقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} . [الإسراء: 88] . أو أنكر الإسلام لقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ} . [آل عمران: 19] . أو الشهادتين أو إحداهما ولا يعلم معناها وجرى على لسانه من دون قصد لشدة فرح أو دهش كقول من أراد أن يقول: أنت ربي وأنا عبدك لما رأى راحلته واقفة على رأسه بعد اليأس قال: أنت عبدي وأنا ربك لحديث "عفي عن أمتي الخطأ والنسيان" 1.
ومن أطلق الشارع كفره كمن ادعى بغير أبيه وكمن أتى عرافاً فصدقه بما يقول فهو تشديد: كُفْرٌ دون كفر لا يخرج به عن الإسلام. وقيل: كفر نعمة وقيل: قارب الكفر، وعنه يجب الكف ولا يقطع بأنه لا ينقل عن الملة وقال القاضي وجماعة من العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم: " ومن أتى عرافاً فصدقه بما يقول كفر بما أنزل على محمد" 2.
__________
1 رواه ابن ماجه (2045) من حديث الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس رفعه بلفظ: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وأخرجه أيضاً الطبراني في "الأوسط" (8269) من حديث الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. و (8270) من حديثه أيضاً عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه بمثله. و (8272) من حديث الوليد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبه بن عامر مرفوعاً مثله. وفي الباب عن أبي ذر أخرجه ابن ماجه (2043) من حديث أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي ذر مرفوعاً بنحوه. وقال النووي: حديث حسن. والله أعلم.
2 رواه الإمام أحمد (2/408 و429 و476) وأبو داود (3904) والترمذي (135) ، =

الصفحة 133