كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

ونحوه فهو يستحق التأديب والتعزير ولا يكفر، وأما من لعن وقبح مطلقاً فهو محل الخلاف هل يكفر أو يفسق؟ فوقف أحمد في كفره وقتله ويقال: يعاقب ويجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عن ذلك وهذا هو المشهور عن مالك، وقيل: يكفر إن استحله والمذهب يعزر كما تقدم وفي الفتاوى المصرية لابن تيمية -رحمه الله- يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين أو زعم أن الصحابة ارتدوا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر أو أنهم فسق أو شك في كفر من توقف عن تكفيره أو أنكر صحبة أبي بكر للرسول صلى الله عليه وسلم لتكذبيه بقوله تعالى: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} . [التوبة: 40] . وقوله: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} . [الأنعام: 151] . [....] وذلك لأن الأدب تحلية وزينة للإنسان ومن أحسن ما يزينه ديناً ودنيا تنزهه عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
قال ابن الوردي: قيمة الإنسان ما يحسنه أكثر الإنسان منه أو أقل.
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الأدب خل في الغنى كنز عند الحاجة، عون على المروءة، صاحب في المجلس، أنيس في الوحدة، تعمر به القلوب الواهية، وتحيى به الألباب الميتة، وتتقد به الأبصار الكليلة ويدرك به الطالبون ما حاولوا.
وقال آخر: الأدب يبلع بصاحبه الشرف وإن كان دنيًّا والعز وإن كان قيماً والقرب وإن كان قصياً، والمهابة وإن كان بذياً والغنى وإن كان فقيراً، والنيل وإن كان حقيراً، والكرم وإن كان سفيهاً، والمحبة وإن كان كريهاً.
قال بعض الملوك لوزيره: ما خير ما يرزقه الله بعد الإسلام؟ قال: عقل يعيش به، قال فإن عدمه؟ قال: أدب يتحلى به، قال:

الصفحة 136