كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

سبحانه: قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} . [البقرة: 255] . أي لا يكرثه ولا يثقله، ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح".
11- وأما فضلها: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال موسى: يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: يا رب، كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضيين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت لا إله إلا الله" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الترمذي وحسنه1.قوله: يا رب علمني شيئاً أي خصصني بشيء أذكرك عن النسيان وأدعوك به عند تفاقم الأمر وتوالي الحدثان، قال الله تعالى: يا موسى قل: لا إله إلا الله منبهاً على أنها هي الموجبة لخلق الثقلين وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، قال موسى: يا رب كل عبادك يقولون هذا أي عباد الطاعة لا عباد القهر لأنه قد علم بالكتاب والسنة والأخبار المتواترة والأحاديث المتوافرة أن الكفار قديماً وحديثاً أنكروها وأنكروا على من أمرهم بها، قال فرعون: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} . [الشعراء: 29] . قوم إبراهيم لما قال لهم: {أَإِفْكاً
__________
1 رواه ابن حبان (2324) والحاكم (1/528) ، وصححه ووافقه الذهبي من حديث أبي سعيد الخدري، وفي سنده دراج أبو السمح في روايته عن أبي الهيثم ضعف.

الصفحة 140