كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الولي، المتعالي، البر، التواب، المنعم، المنتقم، العفو، الرؤوف، المالك، ذو الجلال والإكرام، الرب المقسط، الجامع، الغني، المغني، المعطي، المانع، النافع، الضار، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور، الذي ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وهذه الأسماء التي ذكرها الله في كتابه العزيز وألزم عباده بأنهم إذا أرادوا أن يدعوا الله تعالى في أمر أن يدعوه سبحانه بها قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . [لأعراف: 180] .
والإلحاد في أسماء الله تعالى أربعة أنواع: نوع شركي، بمعنى أن يسمى بأسماء الله تعالى الآلهة الباطلة، وهذا النوع كثيرا ما يقع عند المشركين، قال البن عباس في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} . [الأعراف: 180] . قال: يشركون: سموا اللات من الإله والعزى من العزيز1.
والنوع الثاني: نوع تغييري بمعنى يدخل فيها ما ليس منها، قاله الأعمش.
والنوع الثالث: تعطيلي بمعنى أنه ينفي عنها حقائقها من المعاني البينة في اللغة والسنة.
والنوع الرابع: إنكاري كما أنكرت قريش الرحمن قالوا: {وَمَا الرَّحْمَنُ} .
قال ابن القيم في مدارج السالكين: "الإلحاد تسمية الأوثان بها كما يسمونها آلهة. وقال ابن عباس في تفسير الآية: {يُلْحِدُونَ فِي
__________
1 ابن أبي حاتم في "التفسير" كما في "الدر المنثور" 3/616.

الصفحة 35