كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

ومنم من نسب الطاعة والمعصية والكفر والتوحيد والإيمان والنفاق إلى الله تعالى وتقدس، وقال: إن الإنسان مجبور على أفعاله ولا قدرة للعبد أصلاً كالجبرية.
ومنهم من وصفه بالنقص والعيب وقال: إنه الوجود المطلق مجرداً عن الأوصاف جميعها لا يعلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يختار ولا يشاء وهو ابن سينا ومن نسب إلى أرسطوا اليوناني ووافقهم الجهمية على ذلك إلا أن الجهمية يصفونه بأنه الذات المجردة عن الصفات.
ومنهم من يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله فكأن الله تعالى عنده أهون الناظرين كالمنافقين كما قال تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} . [النساء: 108] . ومنهم من ظن أن الله لا يعلم كثيراً مما يعمل كما قال تعالى: {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} . {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} . [فصلت: 22، 23] .
ومنم من ظن بالله ظن السوء أن الله لا ينصر رسوله ولا يظهر دينه على سائر الأديان، وأن ما جرى ليس بقضائه وقدره، وأن قدره ليس لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد.
ومنهم من يحب غير الله كحب الله الذي خلقه ورزقه ولا يستغني عنه طرفة عين، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} . ويخشون غير الله كخشية الله الذي بيده ملكوت كل شيء وهو القاهر فوق عباده وله الملك وله الحمد والأمر قال تعالى: {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} . [النساء: 77] .
ومنهم من أنكر البعث {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى

الصفحة 488