كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} . [التغابن: 7] .
ومنهم من اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله يطيعونهم فيما يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله. قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} . [التوبة: 31] .
ومنهم من يبارز الله بالمحاربة يعادي أولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون الشرك والمعاصي كما في الحديث الإلهي: "من عادى وليًّا فقد بارزني بالمحاربة"1.
ومنهم من يوالي أعداءه بطاعته للشيطان قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} . [الكهف: 50] .
ومنهم من يعدل بربه غيره في العبادة قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} . [الأنعام: 1] .
ومنهم من يرضي الناس بسخط الله.
ومنهم من يتقدم بين يدي الله ورسوله في القول والحكم.
ومنهم من يجعل الله أهون الناظرين إليه.
ومنهم من يجاهر بالمعاصي ولم يرتدع.
ومنهم من يصر على المعاصي ولم يتب.
ومنهم من يأمن مكر الله. قال تعالى: {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} . [الأعراف: 99] .
ومنهم من يقنط من رحمة الله قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ
__________
1 رواه البخاري (6502) .

الصفحة 489