كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

ورواه الإمام أحمد من حديث أبي بكر الصديق، وزاد في آخره: " وأن اقترف على نفسي سوءاً أو أجرّه إلى مسلم" 1.
تفسير الآية الخامسة
ثم استدل الشيخ -رحمه الله تعالى- بما يدل على تحريم الشرك من الكتاب والسنة، قال -رحمه الله تعالى-: وقوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} الآية. تنبيه وتوبيخ:
أما النبيه: أن الحق اللازم الأولى في حق العبيد أن ينتظروا أمر سيدهم وخالقهم، الذي خلقهم من تراب، وربهم الذي رباهم بنعمته، ولا يستغنوا عنه طرفة عين، فيمتثلوا به، ويتوقعوا نهيه؛ ليجتنبوه. فعلى هذا الصنف: قال تعالى: {تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} فإذا تستوجبوا غضبه وعذابه، أي: أشركتم به شيئاً، ومن أعظم ما أمر به أن توحدوا الله تعالى بالعبادة، ولا تشركوا به شيئاً فيحبط أعمالكم، وتستوجبوا الخلود في النار. قال تعالى: قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} . [الزمر: 65] . وقال تعالى: قال تعالى: {َقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} . [المائدة: 72] . وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} . [النساء: 48 و116] . وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} . [التوبة: 28] .
وأما التوبيخ: فيوبخ الله المشركين على أنهم قابلوا شكر نعم
__________
1 أخرجه الإمام أحمد (1/10) (2/297) من حديث أبي بكر وليس عنده الزيادة المشار إليها، رواه أبو داود (5083) من حديث أبي مالك الأشعري به.

الصفحة 77