كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

شياً ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً" 1. فهل يجتمع الإيمان بقول هؤلاء المشركين وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من إخلاص العبادة لله تعالى؟ لا والله لن يجتمعا في قلب عبد، إلا كما يجتمع أن موسى صادق على الحق، وأن فرعون صادق على الحق، وأن فرعون صادق على الحق، بل كما القائل:
سارت مشرِّقة وسرت مغرِّباً ... شتان بين مشرِّق ومغرِّب
صم وبكم عن حقيقة دينهم ... عمي عن القول المصيب الطيب
قد أغرقوا في بحر شرك لجة ... في ظلمة فيها صواعق صيب
أعاذنا الله من الشرك والكفر والنفاق وبرأنا من أهلها.
شرح حديث ابن مسعود:
ولما استكمل الشيخ -رحمه الله تعالى- الاستدلال على توحيد الألوهية بالآيات القرآنية، وشرع يستدل عليه بالأحاديث النبوية، فقال -رحمه الله تعالى-: عن ابن مسعود من أراد أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ
__________
1 أخرجه البخاري (2753 و4771) ، ومسلم (206) (351) .

الصفحة 82