كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

مؤمن" 1. ويقولون هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولا يعطى اسم الإيمان المطلق ولا يسلب اسم مطلق الإيمان ومن أصولهم: سلامة قلوبهم وألسنتهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} . [الحشر: 10] .
يقولون بما جاء به الكتاب والسنة في فضائل الصحابة، ومراتبهم. وأن الخليفة بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي. ومن طعن في خلافة أحد هؤلاء فهو أضل من حمار أهله. ويحبون أهل البيت، ويحفظون فيهم وصيته، حيث قال يوم غدير خُمّ: "أذكّركم الله في أهل بيتي"2. وقال للعباس عمه –وقد شكا إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم- فقال: "والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ثم لقرابتي" 3. ويتبرؤن من طريق الروافض، الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريق النواصب، الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل. ويمسكون عما شجر بين الصحابة، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل أحد من الصحابة معصوم عن كبائر وصغائر؛ بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم في السوابق والفضل؛ بل ما يوجب مغفرة ما صدر حتى إنهم يُغفر لهم من السيئات
__________
1 أخرجه البخاري (2475 و5578 و6810) ومسلم (57) .
2 رواه مسلم (2408) مطولاً من حديث زيد بن أرقم.
3 أخرجه (3/333) من حديث زيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن ربيعة قال: جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغضب فقال: ما شأنك؟ فذكره بنحوه في قصة، وأخرجه أيضاً من حديث زيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب، فذكره بنحوه أيضاً وأسقط من الإسناد المطلب بن ربيعة.

الصفحة 93