كتاب فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

العظام تسمى قبائل الرأس، وأما الأعلى من اللحي فالأعلى مركب من أربعة عشر عظماً والأسفل من عظمتين واثنين وثلاثين سناًّ، وأما اليدان فكل واحدة مركبة من كتف مؤلف من عظمين وعضد وساعد مؤلف من عظمتين متلاصقين يسميان الزندين الأعلى والأسفل ورسغ مؤلف من ثمانية أعظم وكف مؤلف من أربعة عشر عظماً وخمس أصابع مؤلفة من خمسة عشر عظماً وأما العنق فمركب من سبعة أعظم هي فقار العنق، وأما الترقوة فمركبة من عظمين، وأما الصدر فمركب من سبعة أعظم وهي أعظم القفص وأما الظهر فمركب من سبع عشرة فقرة وأربع وعشرين ظلعاً، وأما العجز فمركب من ثلاث فقرات ويتلوه عظمان يسميان عظم العانة وأما الرجلان فكل واحدة منهما مركبة من فخذ وساق وقدم، أما الفخذ فأعظم العظام في حق الورك وأما الساق فمركبة من عظمين متلاصقين يسميان العقبتين الكبرى والصغرى والقدم مركب من كعب وعقب وزورقي ويزدي وأربعة أعظم للرسغ وخمسة للمشط وخمسة أصابع مركبة من خمسة عشر عظماً فهذه عظام جملة البدن ومنفعتها شديدة بينة جداّ ًعند من له عقل سليم.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله من منافعها ما ذكر في "مفتاح دار السعادة" فمن أرادها فليراجعها هناك، فسبحان من خلق الإنسان في أحسن تقويم. ثم بعدما أخرجك من بطن أمك جعل رزقك في ثدي أمك ما يناسب لحالك حليباً سائغاً إلى حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، ثم أنبت لك أسناناً منها كالسكاكين لقطع ما يحتاج للقطع ومنها كالرحى لطن ما يحتاج للطحن فتبارك الله أحسن الخالقين، ثم خلق لك من الأنعام والآلاء والنعماء ما هو ذائع وشائع لا يمكن حصره كما قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} . [إبراهيم: 34] . ثم خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل

الصفحة 98