كتاب أمثال الحديث للرامهرمزي
أَخْبَرَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ جَمِيعٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمًا عَلَى الظُّلْمِ مَثَلُ الْبَعِيرِ الَّذِي يَتَرَدَّى فِي الرَّكِيِّ، يَنْزِعُ بِذَنَبِهِ» قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: الرَّكِيُّ: الْبِئْرُ الصَّغِيرَةُ، تَقُولُ: رَكِيَّةٌ وَرَكِّيُّ وَرَكَايَا، وَأَحْسَبُ الرَّكِيَّ - بِطَرْحِ الْهَاءِ - فِي مَعْنَى الْجَمِيعِ، وَالنَّزْعُ: قَلْعُكَ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ، وَهَذَا مَثَلٌ فِي ذَمِّ الْحَمِيَّةِ وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْعَصَبِيَّةِ وَمَثَّلَ بِالْبَعِيرِ الَّذِي يَتَرَدَّى فِي الْبِئْرِ فُيُحَاوُلُ نَجَاةَ نَفْسِهِ بِهَلَاكِ بَعْضِهِ، وَكَانَ هَذَا مِنْ شَأْنِ الْعَرَبِ وَمَذْهَبِهَا. قَالَ وَدَّاكُ بْنُ ثُمَيلٍ الْمَازِنِيُّ يَذْكُرُ قَوْمَهُ:
[البحر الطويل]
مَقَادِيمُ وَصَّالُونَ فِي الرَّوْعِ خَطْوُهُمْ ... بِكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ يَمَانِ
إِذَا اسْتُنْجِدُوا لَمْ يَسْأَلُوا مَنْ دَعَاهُمُ ... لِأَيَّةِ حَرْبٍ أَوْ لِأَيِّ مَكَانِ
-[104]-
وَقَالَ أَخَرُ يُعَيِّرُ قَوْمَهُ بِاللِّينِ، وَيُذْكَرُ غَيْرَهُمْ بِالْحَمِيَّةِ:
[البحر الوافر]
لَا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حِينَ يَنْدُبُهُمْ ... فِي النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانَا
قَوْمٌ إِذَا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ ... طَارُوا إِلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا
وَهَذَا كَثِيرٌ
الصفحة 103