كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا

56 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ، وَهُوَ يُقَلَّبُ فِي مَرَضِهِ، وَقَدْ صَارَ كَأَنَّهُ سَعَفَةٌ مُحْتَرِقَةٌ: «§أَيُّ شَيْخٍ تُقَلِّبُونَ إِنْ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ غَدًا؟»
57 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -[63]-: أَنَّ ابْنَةَ رُقَيْقَةَ دَخَلَتْ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: " §انْدُبِينِي يَا بِنْتَ رُقَيْقَةَ، فَسُجِّيَتْ بِثَوْبِهَا ثُمَّ قَالَتْ:
[البحر الهزج]
أَلَا ابْكِيهِ أَلَا ابْكِيهِ ... أَلَا كُلُّ الْفَتَى فِيهِ
ثُمَّ قَالَ لِابْنَتَيْهِ: اقْلِبْنَنِي، فَقَلَبَتْهُ هِنْدُ وَرَمْلَةُ، فَقَالَ: إِنَّكُمَا لَتُقَلِّبَانِ حُوَّلًا قُلَّبًا، إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ غَدًا:
[البحر الكامل]
لَا يَبْعَدَنَّ رَبِيعَةُ بْنُ مُكَدَّمٍ ... وَسَقَى الْغَوَادِيَ قَبْرَهُ بِذَنُوبِ "

الصفحة 62