كتاب شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (اسم الجزء: 9)

3974 - وعن عطية القرظي، قال: كنت في سبي قريظة عرضنا علي النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا ينظرون، فمن أنبت الشعر قتل، ومن لم ينبت لم يقتل، فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت، فجعلوني في السبي. رواه أبو داود، وابن ماجة، والدارمي. [3974]
3975 - وعن علي رضي الله عنه قال: خرج عبدان إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني يوم الحديبية قبل الصلح – فكتب إليه مواليهم قالوا: يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هربا من الرق. فقال ناس: صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((ما أراكم تنتهون ما معشر قريش! حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم علي هذا)) وأبي أن يردهم وقال: ((هم عتقاء الله)) رواه أبو داود. [3975]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وصاحبك؟ فقال: ((أبكي للذي عرض علي من أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة)). وأنزل الله تعالي الآية.
وأما قوله: ((ثم إن الحديث روى عنه متصلا وروى عن غيره مرسلا، وكان ذلك مما يمنع القول بظاهره)) ففيه بحث؛ فإن المرسل إذا اعتضد بضعيف متصل يحصل فيه نوع قوة فيدخل في جنس الحسن، فكيف يقال عند ذلك؟: ((وكان ذلك مما يمنع القول بظاهره)). وقول الترمذي: هذا حديث غريب لا يشعر بالطعن فيه؛ لأن الغريب قد يكون صحيحا.
الحديث الخامس عن عطية: قوله: ((ومن لم ينبت لم يقتل)) ((تو)): إنما اعتبر الإنبات في حقهم لمكان الضرورة؛ إذ لو سئلوا عن الاحتلام أو عن مبلغ سنهم؛ لم يكونوا ليحدثوا بالصدق إذا رأوا فيه الهلاك. والسن إنما تتبع علي ما وجدت في موضعها ولا تصرف عن جهتها.
الحديث السادس عن علي رضي الله عنه: قوله: ((عبدان)) بكسر العين وضمها. وبسكون الباء وبكسرها مع تشديد الدال جمع عبد، وقد روى في الحديث بالصيغتين الأوليين. وقوله: ((ما أراكم تنتهون)) فيه تهديد عظيم حيث نفي العلم بانتهائهم وأراد ملزومه وهو انتهاؤهم، كقوله تعالي: {أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ} أي بما لا ثبوت له ولا علم الله متعلق به. وقوله: وقال: ((هم عتقاء الله)) عطف علي قوله: وقال ((ما أراكم)).

الصفحة 2749