كتاب شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (اسم الجزء: 9)
رواية أبي داود، قال: ((إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن يأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها)). [4211]
4212 - وعن عبد الله بن عمرو، قال: ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط، ولا يطأ عقبه رجلان. رواه أبو داود. [4212]
4213 - وعن عبد الله بن الحارث بن جزء، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز ولحم وهو في المسجد، فأكل وأكلنا معه، ثم قام فصلى، وصلينا معه، ولم نزد على أن مسحنا أيدينا بالحصباء. رواه ابن ماجه. [4213]
4214 - وعن أبي هريرة، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها. رواه الترمذي، وابن ماجه. [4214]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث التاسع عن ابن عباس: قوله: ((من أعلى الصحفة)) شبه ما يزيد في الطعام بما ينزل من الأعالي من المائع وما يشبهه، فهو ينصب إلى الوسط ثم ينبث منه إلى الأطراف، فكل ما أخذ من الطرف يجيء من الأعلى بدله، فإذا أخذ من الأعلى انقطع.
الحديث العاشر عن عبد الله: قوله: ((ولا يطأ عقبه رجلان)) ((مظ)): يعني من غاية التواضع يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم ولا يمشي قدامهم. أقول: لا يساعد هذا التا, يل التشبيه في رجلان، ولعله كناية عن تواضعه صلوات الله عليه، وأنه لم يكن يمشي مشي الجبابرة مع الأتباع والخدم. ويؤيده اقترانه بقوله: ((ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا)) فإنه كان من دأب المترفين. دعا عمر رضي الله عنه على رجل فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العقب، أي كثير الأتباع، دعا عليه بأن يكون سلطانا أو مقدما أو ذا مال، فيتبعه الناس ويمشون وراءه.
الحديث الحادي عشر والثاني عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((وكانت تعجبه)) ((مح)): [محبته] * صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها وبعدها عن مواضع الأذى.
قوله: ((فنهس منها)) ((حس)): فيه استحباب نهس اللهم وهو أخذ ما على العظم من اللحم بأطراف الأسنان، والنهش – بالشين المعجمة – بالأضراس. وقد استحب ذلك تواضعا وطرحا للتكبر، والقطع بالسكين مباح للحديث الذب مر في هذا الباب. وهو قوله: ((يحتز من كتف شاة)) الحديث.
الصفحة 2855
4467