كتاب شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (اسم الجزء: 10)

4644 - وعن عمران بن حصين، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه، ثم جلس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشر)). ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه، فجلس، فقال: ((عشرون)) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس، فقال: ((ثلاثون)). رواه الترمذي، وأبو داود. [4644]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعني للمسلم خصال على المسلم ست ملتبسة بالمعروف، وهو ما عرف في الشرع والعقل حسنه. الحديث الثاني والثالث عن عمران: قوله: ((عشر)) أي له عشر حسنات، أو كتب له عشر حسنات أو المكتوب له. ((مح)): اعلم أن أفضل السلام أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحداً. ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ويأتي بواو العطف في قوله: ((وعليكم السلام)). وأقل السلام أن يقول: السلام عليكم. وإن قال: السلام عليك أو سلام عليك حصل أيضاً. وأما الجواب فأقله: وعليك السلام أو وعليكم السلام، فإن حذف الواو أجزأه. واتفقوا على أنه لو قال في الجواب: عليكم لم يكن جواباً.
فلو قال: وعليكم بالواو فهل يكون جواباً؟ فيه وجهان: " قال الإمام الحين الواحدي في تعريف السلام وتنكيره بالخيار. قال الشيخ محيى الدين: ولكن الألف واللام أولى. وإذا تلاقى رجلان وسلم كل واحد منهما على صاحبه دفعة واحدة، أو أحدهما بعد الآخر، فقال القاضي حسين وصاحبه أبو سعيد المتولي: يصير كل واحد منهما مبتدئاً بالسلام، فيجب على كل واحد أن يرد على صاحبه. وقال الشاشي: فيه نظر، فإن هذا اللفظ يصلح للجواب، فإذا كان أحدهما بعد الآخر كان جواباً، وإن كان دفعة لم يكن جواباً، قال: وهو الصواب. وإذا قال المبتدئ: وعليكم السلام، قال المتولي: لا يكون ذلك سلاماً فلا يستحق جواباً. ولو قال بغير واو فقطع الإمام الواحدي بأنه سلام، يتحتم على المخاطب به الجواب. وإن كان قد قلب اللفظ المعتاد، وهو الظاهر وقد جزم به إمام الحرمين: انتهى كلامه.
فإن قلت: بين لي الفرق بين قولك: سلام عليكم والسلام عليكم. قلت: لا بد للمعرف باللام من معهود، إما خارجي أو ذهني، فإذا ذهب إلى الأول كان المراد السلام الذي سلمه آدم عليه السلام على الملائكة في قوله صلى الله عليه وسلم: ((قال لآدم: اذهب فسلم على أولئك النفر فإنها تحيتك وتحية ذريتك)).
وإلى الثاني كان المراد جنس السلام الذي يعرفه كل واحد من المسلمين أنه ماهو، فيكون تعريضاً بأن ضده لغيرهم من الكفار، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {والسلام على من اتبع

الصفحة 3043