كتاب شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (اسم الجزء: 10)

4654 - وعن عمران بن حصين، قال: كنا في الجاهلية نقول: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً. فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك. رواه أبو داود. [4654]
4655 - وعن غالب رحمه الله، قال: إنا لجلوس بباب الحسن البصري، إذ جاء رجل فقال: حدثني أبي، عن جدي، قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائته فأقرئه السلام. قال: فأتيته؛ فقلت: أبي يقرئك السلام. فقال: ((عليك وعلى أبيك السلام)). رواه أبو داود. [4655]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أيضا على عنبسة بن عبد الرحمن، ومحمد بن زاذان، وقد وجدناه في كتاب المصابيح. وقد أخطأ فيه في قوله: ((على أذنيك)) وإنما هو على أذنك.
الحديث الثاني عشر عن عمران: قوله: ((أنعم الله بك عيناً)) الجوهري: النعم بالضم خلاف البؤس، ونعم الشيء بالضم نعومة أي صار ناعما لينا ويقال: أنعم الله عليك من النعمة، وأنعم الله صباحك من النعومة. وأنعم الله بك عيناً أي أقر الله عينك بمن تحبه. وكذلك نعم الله بك عيناً.
((نه)) في حديث مطرف: ((لا تقل: نعم الله بك عينا؛ فإن الله لا ينعم بأحد عينا، ولكن قل: أنعم الله بك عينا)). قال الزمخشري: الذي منع منه مطرف صحيح فصيح في كلامهم.
و ((عينا)) نصب على التمييز من الكاف، والباء للتعدية، والمعنى: نعمك الله عينا أي نعم عينك وأقرها. وقد يحذفون الجار ويوصلون الفعل فيقولون: نعمك الله عينا، وأما أنعم الله بك عينا، فالباء فيه للتعدية، لأن الهمزة كافية في التعدية يقال: نعم زيد عينا وأنعمه الله عينا.
ويجوز أن يكون من ((أنعم)) إذا دخل في النعيم فيعدى بالباء. قال: ولعل مطرفاً خيل إليه أن انتصاب المميز في هذا الكلام عن الفاعل فاستعظمه، تعالى الله أن يوصف بالحواس علواً كبيرً كما يقولون: نعمت بهذا الأمر عينا والباء للتعدية فحسب أن الأمر في ((نعم الله بك عينا)) كذلك.
أقول: يحتمل أن تكون الباء سببية و ((عينا)) مفعول ((أنعم)) والتنكير فيه للتفخيم أي أنعم الله بسببك عينا. وأي عين غير من يحبك، فيكون كناية عن خفض عيشة ورفاهية لا يحوم حولها خشونة. وقوله: ((وأنعم صباحاً)) معناه طاب عيشك في الصباح، وإنما خص الصباح به؛ لأن الغارات والمكاره تقع صباحاً.

الصفحة 3047