كتاب شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (اسم الجزء: 3)
الفصل الثالث
294 - عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور)) رواه أحمد. [294]
295 - وعن شبيب بن أبي روح، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي صلاة الصبح، فقرأ الروم، فالتبس عليه. فلما صلي، قال: ((ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور؟! وإنما يلبس علينا القرآن أولئك)) رواه النسائي. [295]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن جابر: قوله: ((مفتاح الجنة الصلاة)) جعلت الصلاة مقدمة لدخول الجنة، كما جعل الوضوء مقدمة للصلاة، فكما لا تتأتى الصلاة بدون الوضوء، كذلك لا يتهيأ دخول الجنة بدون الصلاة. وفيه دليل لمن يكفر تارك الصلاة، وعلي أنها الفارقة بين الإيمان والكفر، ولغيره هو حث علي الصلاة وبعث عليها، وأنها مما لا يستغنى عنها قط.
الحديث الثاني عن شبيب: قوله: ((لا يحسنون الطهور)) سبق بيان الإحسان في الوضوء في الفصل الأول. وفيه إشارة إلي أن السنن والآداب مكملات للواجبات ترجى بركتها، وفي فقدانها سد باب الفتوحات الغيبية، وأن بركتها تسري في الغير كما أن التقصير فيها يتعدى إلي حرمان الغير. ثم تأمل أيها الناظر في هذه الحالة! فإن مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره إذا كان يتأثر من مثل تلك الهيئة، فكيف بالغير من صحبة أهل الأهواء، والبدع، والمعاشرة معهم- أعاذنا الله منها- وصحبة الصالحين علي عكس ذلك، كما ورد ((هم قوم لا يشقى بهم جليسهم)).
الحديث الثالث عن رجل من بني سليم: قوله: ((عدهن)) هذا ضمير مبهم يفسره ما بعده،
الصفحة 752
4467