فقلت : رحمك الله يا أويس وغفر لك ! كيف أنت يرحمك الله ثم خنقتني العبرة من رحمتي إياه ، ورقتي له إذا رأيت من حاله ما رأيت ؟ ! حتى بكيت وبكى ، ثم قال : وأنت يرحمك الله يا هرم بن حيان ! كيف أنت يا أخي من دلك علي ؟ قال : قلت : الله . قال : لا إله إلا الله ( سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ) [ الإسراء : 108 ] . فعجبت منه حين عرفني وسماني ، ولا والله ما رأيته قط ولا رآي ، قلت : من أين عرفتني وعرفت اسم أبي ؟ ! والله ما رأيتك قط قبل اليوم ! قال : ( نبأني العليم الخبير ) [ التحريم : 3 ] ، عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك ، إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد ، إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ، ويتحابون بروح الله عز وجل وإن لم يلتقوا ويتعارفوا ويتكلموا ، وإن نأت بهم الديار ، وتفرقت بهم المنازل . قلت : حدثني عن رسول الله [ ] بحديث معه عنك . قال : إني لم أدرك رسول الله [ ] ، ولم تكن لي صحبة ، ولكن قد رأيت رجالا قد رأوه ، وقد بلغني من حديثه كبعض ما بلغكم ، ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي ، لا
____________________