كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

حيان . ثم قال : اللهم إن هذا يزعم انه يحبني فيك ، وزارني فيك ، من أجلك عرفني وجهه في الجنة ، وأدخله علي زائرا في دارك دار السلام ، واحفظه ما دام في الدنيا حيث ما كان ، وضم عليه ضيعته ، ورضه من الدنيا باليسير ، وما أعطيته من الدنيا ؛ فيسره له ، واجعله لما تعطيه من نعمك من الشاكرين ، وأجزه عني خير الجزاء ، استودعك الله يا هرم بن حيان ، والسلام عليك ورحمة الله . ثم قال : لا أراك بعد اليوم رحمك الله ؛ فإني أكره الشهرة ، والوحدة أحب إلي ؛ لأني كثير الغم ، شديد الهم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا في الدنيا ، ولا تسأل عني ولا تطلبني ، واعلم أنك مني على بال وإن لم أرك ولم ترني ؛ فاذكرني وادع لي ؛ فإني سأذكرك ، وأدع لك إن شاء الله ، انطلق ها هنا حتى آخذ انا ها هنا . فحرصت على أن أمشي معه ساعة ، فأبى علي ، ففارقته يبكي وأبكي ؛ فجعلت انظر في قفاه حتى دخل بعض السكك ، فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه ؛ فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء ؛ فرحمه الله وغفر له ، وما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين ، أو كما قال ' . آخر الجزء الاول من الأصل ، ويتلوه إن شاء الله في الجزء الثاني : حدثنا عبد الله ؛ قال : ثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا وكيع . والحمد لله ، وصلى الله على محمد وآله وسلم . كتبه لنفسه بعد سماعه العبد الضعيف أحمد بن عبد الله بن أبي الغنائم المسلم بن حماد بن ميسرة الأزدي ، غفر الله له ولأبويه ولمن استغفر لهم أجمعين .
____________________

الصفحة 111