كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

يسكنه الناس ، ولا ترفأ إليه السفن ؛ إذا أنا برجل قد خرج من تلك الجبال ، فلما رآني هرب وجعل يسعى ، واتبعته أسعى خلفه ، فسقط على وجهه وأدركته ، فقلت : ممن تهرب رحمك الله ؟ فلم يكلمني ، فقلت : إني أريد الخير ؛ فعلمني . قال : عليك بلزوم الحق حيث كنت ؛ فوالله ما أنا بحامد لنفسي فأدعوك إلى مثل عملها . ثم صاح صيحة فسقط ميتا ، فمكثت لا أدري كيف أصنع به . قال : وهجم الليل علينا ، فتنحيت ونمت ناحية عنه ؛ فأريت في منامي اربعة نفر هبطوا عليه من السماء على خيل لهم ؛ فحفروا له ، وكفنوه ، وصلوا عليه ، ثم دفنوه ، فاستيقظت فزعا للذي رأيت ، فذهبت عني وسنة النوم بقية الليل ، فلما أصبحت انطلقت إلى موضعه ؛ فلم أره فيه ، فلم أزل أطلب أثره وأنظر ؛ حتى رأيت قبرا جديدا ظننت أنه القبر الذي رأيت في منامي ' .
124 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد ، ثنا زكريا بن عدي ؛ قال : سمعت عابدا باليمن يقول : ' سرور المؤمن ولذته في الخلوة ومناجاته سيده ' .
125 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد ، ثنا حسين بن علي الجعفي ، ثنا مالك بن مغول ؛ قال :
____________________

الصفحة 123