كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

' سمعت سلمة العابد يقول : لولا الجماعة ( يعني : الصلاة في الجمع ) ؛ ما خرجت من بابي أبدا حتى أموت ، وسمعته يقول : ما وجد المطيعون لله عز وجل لذة في الدنيا أحلى من الخلوة بمناجاة سيدهم ، ولا أحب لهم في الآخرة من عظيم الثواب أكثر في صدورهم وألذ في قلوبهم من النظر إليه . قال : ثم غشي عليه . وكان سلمة يفطر في كل ليلة من السحر إلى السحر ، ويتوضأ وضوءه للصلاة في ذلك الوقت قبل الفجر إلى مثلها '
186 - حدثنا عبد الله ؛ قال : حدثني محمد بن الحسين ، حدثني عمار ابن عثمان الحلبي ، حدثني حصين بن القاسم الوراق ؛ قال : ' قال لي عابد كان قد تخلى في بلاد الشام وعاتبته على التفرد والتوحش ؛ فقال : أي أخي ! قلة الصبر على الحق أحلني هذا المحل . قال : قلت : فكيف ذلك ؟ ! قال : كنت أرى أمورا يجب علي تغييرها ؛ فلا أقدر على ذلك ، فلما كبر علي ؛ خفت أن يضيق علي ترك الإقدام عليه ، وكان في ذلك التلف ؛ فهممت به ، ثم خفت فأكون على نفسي متقيا ، وقد وسع لي في النقلة والهرب منهم . قال : ثم أسبل دموعه وهو يقرأ هذه الآية : ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) [ العنكبوت : 56 ] ' .
____________________

الصفحة 156