كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

وقليل ذاك كثير ، ومخرجه من الصدق . ويهيج من حب الخلوة : التيقظ من غفلة أهل الدنيا ، وفقد أخبار ما يذكر منها في الخاص والعام . ويورث حب الخلوة : قلة الرياء ، والتزين للمخلوقين ، وذلك من دواعي الإخلاص ، وهو محض الصدق . ويورث حب الخلوة : ترك الخصومة والجدال ، وهما ينفيان طلب الرئاسة ، ويسلمان إلى الصدق . ويهيج من حب الخلوة : إماتة الطمع ودواعيه من الحرص والرغبة في الدنيا ، وفيه قوة للعمل . ويورث حب الخلوة : قلة الغضب ، والقوة على كظم الغيظ ، وترك الحقد والشحناء ، والعمل بسلامة الصدر . ويهيج من حب الخلوة : رقة القلوب والرحمة ، وهما ينفيان الغلظة والقسوة . ويهيج من حب الخلوة : تذكر النعم ، وطلب الإلهام لتشكر ، والزيادة من الطاعة . ويهيج من حب الخلوة : وجود حلاوة العمل ، والنشاط في الدعاء بحزن من القلب وتضرع واستكانة . ويهيج من حب الحلوة : القنوع ، والتوكل ، والرضى بالكفاف ، والاستغناء بالعفاف عن الناس . ويهيج من حب الخلوة : عزوف النفس عن الدنيا ، والشوق إلى لقاء الله
____________________

الصفحة 170