كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

تخالط في زمانك هذا احدا فافعل ؛ فليكن همك مرمة جهازك ، واحذر إتيان هؤلاء الأمراء ، وارغب إلى الله عز وجل في حوائجك لديه ، وافرغ إليه فيما ينوء بك ، وعليك بالاستغناء عن جميع الناس ؛ فارفع حوائجك إلى من لا تعظم الحوائج عنده ؛ فوالله ؛ ما أعلم اليوم بالكوفة أحدا لو فزعت إليه في قرض عشرة دراهم فأقرضني لم يكتمها علي حتى يذهب ويجيء ، ويقول : جاءني سفيان فاستقرضني فأقرضته ' .
32 - حدثني محمد ؛ قال : حدثني الفضيل بن عبد الوهاب ؛ قال : حدثتني أختي - وكانت أكبر من محمد - ؛ قالت ' ' أتيت داود لأسلم عليه ، فأذن لي ، فقعدت على باب الحجرة ، فقلت : أنت وحدك ها هنا ؟ فقال : رحمك الله ! وهل الأنس اليوم إلا في الوحدة والانفراد ؟ ! إما متجمل لك ، أو متجمل له ؛ ففي أي ذلك من خير ' .
33 - حدثني محمد ؛ قال : حدثني رستم بن أسامة أبو النعمان ؛ قال : حدثني عمير بن صدقة ؛ قال : ' كان داود الطائي لي صديقا ، وكنا نجلس جميعا في حلقة أبي حنيفة ، حتى اعتزل وبعد ، فأتيته ، فقلت : يا ابا سليمان ! جفوتنا . قال : يا ابا محمد ! ليس مجلسكم ذلك من أمر الآخرة في شيء . ثم قال : استغفر الله ، استغفر الله . ثم قام وتركني ' .
____________________

الصفحة 68