كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

الله تعالى ، ثم أتى تلك الجرة فشرب منها شرابا ، ثم قام فصلى حتى أصبح ، فلما أصبح ؛ أقام الصلاة ، فصليت معه ، فقال : رحمك الله ! دخلت بيتي بغير إذن ؟ ! قال : قلت : رحمك الله ! لم أرد إلا الخير . قلت : رأيتك أتيت هذا الوعاء فأكلت منه طعاما ، وقد نظرت قبل ذلك فلم ار فيه شيئا ! وأتيت تلك الجرة فشربت منها شرابا ، وقد نظرت قبل ذلك فلم أر شيئا ! قال : أجل ، ما من طعام اريده من طعام الناس ؛ إلا أكلته من هذا الوعاء ، ولا شرابا أريده من شراب الناس ؛ إلا شربته من هذه الجرة . قال : قلت : وإن اردت السمك الطري ؟ ! قال : وإن اردت السمك الطري . فقلت : رحمك الله ! إن هذه الأمة لم تؤمر بالذي صنعت ، أمرت بالجماعة والمساجد بفضل الصلوات في الجماعة ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز . قال : ها هنا قرية فيها كل ما ذكرت ، وأنا منتقل إليها . قال : فكائبني حينا ثم انقطع كآبه ؛ فظننت أنه مات ، وكان عبد الله بن غالب لما مات ؛ وجد من قترة ريح المسك ' .
75 - حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسماعيل بن عبد الله العجلي ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا السدي بن يحيى الصدوق المأمون ، ثنا عبد الله ، بن عبيد ابن عمير ؛ قال : ' خرجت مع أبي فكنا في أرض فلاة ؛ رفع لنا سواد فظنناه شجرة ، فلما
____________________

الصفحة 90