كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا - ت: مشهور

' هبطت مرة واديا ، فإذا انا براهب قد حبس نفسه في بعض غيرانه ، فراعني ذلك ، فقلت : أجني أم إنسي ؟ فبكى ، وقال : وفيم الخوف من غير الله ؟ ! رجل أوبقته ذنوبه ؛ فهرب منها إلى ربه ، ليس بجني ، ولكن إنسي مغرور . قلت : منذ كم أنت ها هنا ؟ قال : منذ أربع وعشرين سنة . قلت : فمن أنسك ؟ قال : الوحشة . قلت : فما طعامك ؟ قال : الثمار ونبات الأرض . قلت : فما تشتاق إلى الناس ؟ ! قال : منهم هربت . قلت : فعلى الأسلام أنت ؟ قال : ما أعرف غيره . قال أبو عبيد : فحسدته والله على مكانه ذلك ' .
78 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني محمد بن موسى بن عامر الأزدي ؛ قال : ' سألت راهبا عن قائم له من حديد ، قلت : ما أشد ما يصيبك في موضعك هذا من الوحدة ؟ فقال : ليس في الوحدة شدة ، إنما الوحدة أنس المريدين ' .
____________________

الصفحة 92