كتاب السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة

والقوائم كثيرة في المغازي أيضًا"1.
وابن إسحاق هو: أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار بن كوثان المديني، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف "إمام في المغازي، لكن مروياته لا ترقى إلى درجة الصحيح، بل الحسن بشرط أن يصرح بالتحديث، لأنه مدلس، وتحتوي سيرته على الحسن والضعيف معا"2.
قال عنه الذهبي: صالح الحديث ما له عندي ذنب إلاَّ ما قد حشاه في السيرة من الأشياء المنكرة والمنقطعة3وقد فتَّش أحاديثه ابن عدي فلم يجد فيها ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ أو يهم كما يخطىء غيره، ولم يتخلف عن الرواية عنه الثقات والأئمة، وهو لا بأس به4.
اختلف في تاريخ وفاته إلى أقوال، ورجح الخطيب ما رواه علي بن المديني وابن خياط من أنه توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة5.
وسيرة ابن إسحاق لم تصل إلينا كاملة، إنما كان هناك قطعة من السيرة حققها محمد حميد الله، استقيت منها بعض الروايات التي كانت فيها وتتعلق ببعض فصول البحث. وقد كانت معظم روايات ابن إسحاق في هذا البحث مستقاة من سيرة ابن هشام.
إن ابن هشام قد أغنانا عن البحث والتنقيب عن السيرة الأصلية بسيرته المشهورة التي هي في الأصل تهذيب لسيرة ابن إسحاق "فقد كان ابن هشام
__________
1 يوسف هورفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها (86) .
2 الدكتور أكرم العمري،المجتمع المدني (42) .
3 الذهبي، ميزان الاعتدال (3/469) .
4 ابن عدي أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، الكامل في ضعفاء الرجال (6/112) .
5 انظر خليفة بن خياط، التاريخ (426) ، والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (1/234) ، والذهبي محمد بن أحمد بن عثمان، سير أعلام النبلاء (7/33-54) .

الصفحة 36