كتاب شرح حديث لبيك اللهم لبيك

ويأخذني لذكركم ريَاح ... كَمَا نشط الْأَسير من العقال
أهل الشوق على طبقتين أَحدهمَا من أقلقه الشوق ففني اصطباره كَانَ أَبُو عُبَيْدَة الْخَواص يمشي وَيضْرب على صَدره وَيَقُول واشوقاه إِلَى من يراني وَلَا أرَاهُ
كَانَ دَاوُد الطَّائِي يَقُول بِاللَّيْلِ همك عطل عَليّ الهموم وَخَالف بيني وَبَين السهاء وشوقي إِلَى النّظر إِلَيْك أوبق مني اللَّذَّات وَخَالف بيني وَبَين الشَّهَوَات فَأَنا فِي سجنك أَيهَا الْكَرِيم مَطْلُوب
أحبابي أما جفن عَيْني فمقروح ... وَأما فُؤَادِي فَهُوَ بالشوق مَجْرُوح
يذكرنِي مر النسيم عهودكم ... فأزداد شوقا كلما هبت الرّيح
أَرَانِي إِذا مَا أظلم اللَّيْل أشرقت ... بقلبي من نَار الغرام مصابيح

الصفحة 99