كتاب فضل قيام الليل والتهجد للآجري

25 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ وسف الشكلي قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الزَّاهِدُ قَالَ كَانَ لِسَعْدِ بْنِ يَزِيدَ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ يَقُومُهُ فَفَتَرَ عَنْ وِرْدِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَصْبَحَ حَزِينًا وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أَلا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عُمْرٌ رَزَيْتُهُ ... وَطُولُ لَيَالٍ فَاتَ مِنْهَا نَعِيمُهَا
أَأَعْبُرُ أَيَّامِي فَمَا أَسْتَطِيعُهَا ... ... وَتَذْهَبُ عَيْنِي لَيْلَةً لا أَقُومُهَا
وَتَنْقَطِعُ الدُّنْيَا وَيَذْهَبُ عَيْشُهَا ... وَيَغْتَنِمُ الْخَيْرَاتِ مِنْهَا حَكِيمُهَا
أُعَاوِدُ جَهْلا بَعْدَ خَيْرٍ وَصَبْوَةٍ ... تَمُرُّ بِأَيَّامِي فَتَبْقَى رُسُومُهَا
27 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَقِيلِ بْنِ عِيسَى الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن عبد الرحمن -[126]- ابن سَلامٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عِيسَى بْنِ ضِرَارٍ السَّعْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ الْعَابِدِ وَكَانَ يَرَى الآيَاتِ وَالأَعَاجِيبَ قَالَ حَدَّثَنِي مُطَهِّرٌ السَّعْدِيُّ وَكَانَ قَدْ بَكَى شَوْقًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سِتِّينَ عَامًا قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلَى ضَفَّةِ نَهْرٍ يَجْرِي بِالْمِسْكِ الأَذْفَرِ حَافَّتَاهُ لُؤْلُؤٌ وَنَبْتٌ مِنْ قُضْبَانِ الذَّهَبِ فَإِذَا أَنَا بِجَوَارٍ مُزَيَّنَاتٍ -[127]- يَقُلْنَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ:
سُبْحَانَ الْمُسَبَّحِ بِكُلِّ مَكَانٍ سُبْحَانَهْ
وَسُبْحَانَ الْمُوَحَّدِ بِكُلِّ مَكَانٍ سُبْحَانَهْ
سُبْحَانَ الدَّائِمِ فِي كُلِّ الأَزْمَانِ سُبْحَانَهْ
فَقُلْتُ مَنْ أَنْتُنَّ؟ فَقُلْنَ نَحْنُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَنِ سبحانه، فقلت فما تصنعن ها هنا؟ فَقُلْنَ:
ذَرَأَنَا إِلَهُ النَّاسِ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... لِقَوْمٍ عَلَى الأَطْرَافِ بِاللَّيْلِ قُوَّمْ
يُنَاجُونَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِلَهَهُمْ ... فَتَسْرِي هُيُومُ الْقَوْمِ وَالنَّاسُ نُوَّمْ
-[128]-
قُلْتُ بَخٍ بَخٍ فَهَؤُلاءِ مِنْ هَؤُلاءِ قَدْ أَقَرَّ اللَّهُ الْكَرِيمُ أعينهم بكن، قلن أو ما تَعْرِفُهُمْ؟ قُلْتُ لا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُمْ، قُلْنَ بَلَى هَؤُلاءِ الْمُتَهَجِّدُونَ أَصْحَابُ السَّهَرِ بِالْقُرْآنِ.

الصفحة 124