كتاب التماس السعد في الوفاء بالوعد

أن يستخلف عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه وبويع له يوم مات أبو بكر بنص أبي بكر عليه فقام بالأمر بعده قياما تاما لم يدر الفلك بعد الأنبياء عليهم السلام وصاحبه على قوة سيرته وكمال عدله وتم في أيامه فتح البلاد الشامية بكاملها وديار مصر إلى آخرها وأكثر اقليم فارس وكسر كسرى وأهانه غاية (الإهانة) وتقهقر إلى أقصى مملكته، وقصر قيصر وانتزاع يده من بلاد الشام فانحاز إلى قسطنطينية، وأنفق أموالهما في سبيل الله كما أخبر بذلك ووعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قتل رضي الله عنه ودفن في يوم الأحد مستهل المحرم سنة أربع وعشرين وكانت خلافته عشر سنين ونصف سنة وهو أول خليفة تسمى بأمير المؤمنين قال بعض السلف - رضي الله عنهم - خلافة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - حق في كتاب الله ثم تلى هذه الآية وروينا في

الصفحة 41