كتاب التماس السعد في الوفاء بالوعد

من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو أشدن مما تقدم حيث عده منافقا، وهو كما قال حجة الاسلام محمول على من وعد وهو على عزم الخلف أو ترك الوفاء من غير عذر، فأما من عزم على الوفا، وعن له عذر منعه من الوفاء لم يكن منافقا وإن جرى عليه ما هو صورة النفاق، ولكن يحترز من صورة النفاق كما يحترز من حقيقته قال ولا ينبغي أن يجعل نفسه معذورا من غير ضرورة، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد وعد أبا الهيثم ابن التيهان خادما فأتي بثلاثة من السبي فأعطى اثنين وبقى واحد فجاءت فاطمة ابنة رسول الله تطلب منه خادما، وهي تقول ألا ترى أثر الرحا يا رسول الله في يدي فذكر موعده لأبي الهيثم فجعل يقول كيف بموعدي لأبي الهيثم فآثره به على فاطمة

الصفحة 84