كتاب كيف دخل التتر بلاد المسلمين

وفي "منهاج السنة" قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله "وكثير منهم – يعني الروافض – يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق وقتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام وحلب وغيرهما من الروافض كانوا أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين ... إلى أن يقول: فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم"1.
السبب الخاص:
فإذا اتضح المنظور العام أمكن فهم السبب الخاص في موقف ابن العلقمي مع التتر في إطاره ولم يفصل عنه، وقد ذكر المؤرخون أن الذي حمل ابن العلقمي على موقفه من التتر أن أبا بكر بن الخليفة المستعصهم والدويدار الصغير قد شدا على أيدي السنة حتى نهب الكرخ وتمّ على الشيعة بلاء عظيم، فحنق لذلك ابن العلقمي وأراد الثأر بسيف التتار من السنة2. وكاتب هولاكو، وطمّعه في العراق،
__________
1 منهاج السنة 2/104.
2 سير أعلام النبلاء 23/362.

الصفحة 62