كتاب كيف دخل التتر بلاد المسلمين

ويبقى بعد ذلك ردّ الشيعة بعضهم على بعض وتضارب آرائهم دليلا لا يستطيع الشيعة رفضه بحجة أنه من خصومهم أهل السنة؛ فهذا "الششتري" ت1019هـ القاضي – وهو مؤرخ شيعي كبير – يعترف صراحة بدور الرافضة في سقوط بغداد ويقول: "إن ابن العلقمي كاتب هولاكو، والخواجة نصير الدين الطوسي وحرضهما على تسخير بغداد للإنتقام من العباسيين بسبب جفائهم لعترة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم وآله"1.
وبمثل ذلك يمكن إسقاط محاولات الدفاع والتبرير الساذج عند "أغابزرك الطهراني" الذي قال: " ... ولو لم يكن دهاء ابن العلقمي لما اختلف مصير بغداد عن مصير "تيسفون" التي انقطع عنا جل أخبارها"2.
وبهدا يتبين تهافت هذا الإنكار، وتضافر كتب الشيعة مع كتب السنة على إثبات دور ابن العلقمي في سقوط بغداد ودخول التتار. هذا فضلا عن ثبوته في المصادر الأوربية3.
__________
1 مجالس المؤمنين ص 400 عن الدكتور الصياد: المغول في التاريخ ص276.
2 أغابزرك الطهراني: الأنوار الساطعة في المائة السابعة طبقات أعلام الشيعة ص152، وهل يريد هذا الكاتب لبغداد أكثر مما حصل!
3 أمثال: Lestrange: بغداد في عهد الخلافة العباسية، ترجمة بشر يوسف فرنسيس ص292، ونسيمان: تاريخ الحروب الصليبية ص 522 عن د. الصياد: المغول في التاريخ ص272، 275.

الصفحة 70