كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 1)

الدنيا، لأنها بخط ابن الحذاء، وقد قرأها وقابلها على أشياخه، والله تعالى أعلم.
ولعل، والله أعلم، الموقع له أولا ابن عساكر الذي قلده في النقل أن خليفة ذكر سنة خمس ومِائَة ترجمة، ثم ذكر وفاة يزيد وأسبابه كما أخبرتك أولا، فظن أن كل ما ذكر في تلك الترجمة يدخل في سنة خمس المترجم بها قبل، وذلك ليس بشيءٍ لما قررناه (1) (ق 27/ب)، ولهذا إنك لا تجد أحدا من القدماء يذكر وفاته إلا كما ذكرها ابن سعد، ثم ابن عساكر استدرك بنفسه على نفسه بعد وذكره على الصواب كما ذكرناه قبل من عند خليفة.
__________
(1) عجبا للمصنف: كأنه لا يعرف أن لخليفة كتاب آخر يسمى (الطبقات)، وهو الواسع الاطلاع الذي يتفاخر بكثرة مصادره ويتعالى بها على أهل العلم من شيوخه وأقرانه، ثم إن الحافظ المزي لم يذكر أنه نقلها من (تاريخ خليفة)، فكان ينبغي على المصنف الاحتياط في الرد، ولكن حب التعلق على المزي يدفعه دائما للتسرع وعدم البحث والتدقيق فالله يسامحه ويعفو عنه.
والعجب أن الحافظ ابن حجر قد تابع المصنف على هذا الانكار، ونقل في (التهذيب) كلامه هنا ملخصا، وهو الذي تعهد في افتتاحية كتابه بعدم تقليده للمصنف في شيء مما ينقله بل سيراجع ويدقق، والله يغفر لنا وله، والإحاطة لله وحده، وليس معنى هذا أننا نصوب ما وقع في كتاب (الطبقات)، ولكن نثبت صحة ما نقل المزي، رَحمه الله، وقد شكك بعض الأفاضل في صحة هذا القول وذلك لأن كتاب (الطبقات) - المطبوع والمتداول بين أيد الناس الآن - من رواية موسى ابن زكريا التستري قال الدارقطني عنه: متروك.
قلت: أخرجها ابن عساكر في (التاريخ): (6/151) من طريق أبي حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي عن خليفة به، وأبو حفص الأهوازي هذا هو أحد رواة كتاب (الطبقات) أيضا.

الصفحة 164