كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 1)

النبي صلى الله عليه وسلم (1).
قال الواقدي: ودخل على عمر وهو غلام (2).
__________
(1) ذكر غير واحد من الأئمة أنه مات سنة ست وتسعين، وهو ابن خمس وسبعين سنة، وعلى هذا فيكون مولده في حدود سنة عشرين وبهذا لم يدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وجزم الكلاباذي بأنه ولد سنة إحدى وعشرين.
واعترض ابن حجر في (التهذيب) على هذا التقدير لكون جماعة من الأئمة ذكروه في الصحابة منهم أبو نعيم، وأبو إسحاق بن الأمين.
وقال في الإصابة (1/96): وقع عند أبي نعيم ما يقتضي أنه ولد قبل الهجرة، فعلى هذا يكون من أهل القسم الأول، لكنه لا يصح، والصواب قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
قلت: والذي جاء في المعرفة لأبي نعيم (1/159) قال: ومما دل على ولادته في أيام النبي صلى الله عليه وسلم سنه، وذكر أنه توفي سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وتسعين سنة. اهـ.
وهذا يقتضي أنه ولد بعد الهجر بسنة لا كما نسب ابن حجر إلى أبي نعيم.
ولكن مما يقطع بأن إبراهيم ولد بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخرجه البخاري في تاريخه الأوسط) (1/345) بإسناده عن يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن: استسقى بهم النبي صلى الله عليه وسلم، رأى بعضهم في كتاب (أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى بهم)، ولا أراه يصح لأن أم كلثوم زوجها الوليد يوم الفتح. اهـ.
قلت: والوليد هو ابن عقبة أخو أم كلثوم (أم إبراهيم) زوجها لابن عوف عام الفتح، وهذا مما يقطع بأن إبراهيم ولد بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
وذكر النسائي في (الكنى): ثقة، قالوا: إنه يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) جزم جماعة بأنه سمع من عمر رضي الله عنه.
وقال البيهقي (السنن): لم يثبت له سماع من عمر اهـ.
واستدل الحافظ (الإصابة): (1/95- 96) على السماع بما أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف): (6/491) من حديث ابن علية عن إسماعيل بن أمية عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: إني لأذكر مسك شاة، أمرت بها فذبحت حين ضرب عمر أبا بكرة فجعل مسكها على ظهره من شدة الضرب.
قلت: رواه ابن عيينة عن سعد بن إبراهيم بنحوه.
ورواه شعبة عن سعد عن أبيه عن أمه.
كذا أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف: 6/492)، والله أعلم.
وروى ابن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: رأيت بيت رويشد الثقفي حين حرقه عمر، كان حانوتا للشراب فرأيته كأنه جمرة.
كذا أخرجه ابن سعد (ط: 5/56) عن غير واحد عن ابن أبي ذئب.

الصفحة 242