كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 2)

فقال: هذا ابن نعمان بن أكال، وهو ثقة.
وقال البخاري في التاريخ (1): ويقال: العجلي، ولا يصح.
وذكره ابن حبان في جملة "الثقات" (2) وقال: مات سنة تسع عشرة ومِائَة وله
__________
(1) التاريخ الكبير (1/408).
(2) الثقات (4/26) وقول ابن حبان ولد سنة أربع وأربعين ومات سنة تسع عشرة ومِائَة وله خمس وسبعون سنة، وقد وهمه ابن حجر في التهذيب (1/396) فقال: وكأنه اشتبه على بأيوب بن بشير العدوي فإنه هو الذي مات في هذه السنة وعاش هذا القدر كما سيأتي اهـ.
يعني نقله عن الفلاس هذا الكلام في أيوب العدوي وقد أخذ ابن حجر كلام الفلاس من المصنف كما سيأتي ذكره.
لكن محقق (تهذيب المزي) قد خطأ ابن حجر ومغلطاي في وضعهم كلام الفلاس في ترجمة أيوب العدوي وقال: إنما ذكر ذلك في ترجمة أيوب بن بشير الأوسي المعاوي اهـ، ولم يبين سبب تخطئته لهما فالظاهر أنه لما وجد في نقلهما عن الفلاس: هو من الأوس ويكنى أبا سليمان اهـ وجد أن هذا الكلام الفلاس حيث ذكر قصته مع سليمان بن عبد الملك، وقد قال ضمرة بن ربيعة عن كدير بن سليمان عن أيوب بن بشير بن كعب: سليمان بن عبد الملك - فذكر القصة كما نقلها المزي وغيره. فتبين من هذا أن الفلاس قال هذا الكلام في أيوب بن بشير بن كعب وأما نسبة العدوي فقد تنسب إلى عدي بن عَمرو بن مالك بن النجار بطن من الأنصار (اللباب 2/329).
قلت: والاختلاف في وفاته قديم، فابن سعد قال في طبقاته (5/79) عن أيوب المعاوي أنه ولد على عهد النبي ومات بعد الحرة بسنتين، وهو ابن خمس وسبعين سنة، بينما قال خليفة عنه في طبقاته (ص - 248) وأيوب بن بشير من بني معاوية ابن الأوس عمر، يكنى أبا سليمان. هذا وقد ذكر خليفة في موضع آخر: ومن بني امرئ القيس بن مالك: الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر.
وأيوب بن بشير، يكنى أبا سليمان مات سنة تسع عشرة ومِائَة اهـ، وأظنه يعني بهذا أيوب العدوي وأن لهما نفس الكنية.
وعلى هذا فإما أن يكون ابن سعد أخطأ في قوله مات وهو ابن خمس وسبعين، سنة وإما أن يكون خليفة قد أخطأ في قوله: عمر، وهذا هو الأقرب عندي، أما ابن حبان فقد جميع بين قول ابن سعد وبين سنة وفاة أيوب العدوي فخرج بقوله ولد سنة أربع وأربعين.
هذا وقد حدث التداخل في كلام ابن سعد وخليفة في كلام الفلاس أيضا حيث ذكر عن أيوب بن بشير بن كعب أنه مات وله خمس وسبعون سنة فهذا كلام ابن سعد في المعاوي.

الصفحة 318