كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 2)

وفي كتاب أبي أحمد العسكري (معرفة الصحابة): بسر أدرك النبي صَلى الله علَيهِ وسَلَّم وسمع منه.
وقال ابن أبي حاتم (1) عن أبيه: له صحبة، وكذا ذكره أبو نصر بن ماكولا (2)، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في (التاريخ الصحابة) (3)، والبرقي في (تاريخه الكبير)، وأبو القاسم البغوي. انتهى.
وهذا يرد قول المزي مختلف في صحبته، ويرد ما ذكره أيضا أنه لما مات النبي صَلى الله علَيهِ وسَلَّم كان صغيرا، لأن من يرسله عمر لفتح مصر سنة عشرين عونا لعمرو كيف يتصور أن يكون عند الوفاة صغيرا (4) ؟.
وفي قول المزي روى عن النبي حديثين نظر. لتقدم ثلاثة أحاديث ذكرناها له ولو تتبعنا ذلك لوجدنا أكثر () ولله الحمد.
وذكر: إن كان ابني عبيد الله بن عباس الذين قتلهما بسر عبد الرحمن وقثم فقد قال أبو العباس بن المبرد في كتاب (التعازي) تأليفه: الرواية الثابتة التي كأنها إجماع أنه أخذهما من تحت ذيل أمهما وهي امرأة من بني الحارث ابن كعب.
وقال أبو عبيدة: هما يعني المقتولين.
__________
(1) الجرح والتعديل) (2/422).
(2) (الإكمال) (1/269).
(3) (56).
(4) قد نفى صحبته أهل المدينة كما حكى ذلك المزي عن ابن معين، وقد حكى ابن عبد البر في (الاستيعاب) (1/154) عن الواقدي وابن معين وأحمد القول بوفاة النبي صَلى الله علَيهِ وسَلَّم وهو صغير، وقال ابن عدي في الكامل (2/6) مشكوك في صحبته.
فقول المزي: مختلف في صحبته له وجه.
ذكر أبو عمر في الاستيعاب (1/155) هذه القصة وقال: والأكثرون يقولون: الزبير والمقداد وعمير بن وهب وخارجة بن حذافة - أي ولا يذكرون بسرا - وهو أولى بالصواب إن شاء الله - ثم لم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر اهـ، وهذا دليل آخر يؤكد صحة ما ذهب إليه المزي.

الصفحة 381