كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 4)

شاعرا استنبط من العروض ومن علل النحو ما لم يستنبطه أحد وما لم يسبقه إلى مثله سابق، وتوفي سنة سبعين، وقالوا: سنة خمس وسبعين ومِائَة، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
وزعم عبد الدائم القيرواني في كتاب "حلى العلي" - ومن نسخة قديمة جدا مصححة على عدة أصول نقلت -: توفي سنة ستين ومِائَة. كذا ذكره ابن قانع. قال عبيد ذلك، وذكر أنه تبع المهدي خيرا وأشعار كثيرة منها:
وما بقيت من اللذات إلا... محادثة الرجال ذوي العقول
وقد كنا نعدهم قليلا... فقد صاروا أقل من القليل
ولما ذكره التاريخي محمد بن عبد الملك في كتابه "أخبار النحويين": أثنى عليه، إلا أنه كان زيديا ومن زيديته استنباطه العروض ليعارض به الكتاب والسنة.
وفي "العقد": كان الخليل بن أحمد قد غلبت عليه الإباضية حتى جالس أيوب بن أبي تميمة، فأنقذه الله تعالى به.
وروينا في جزء عن ابن ناصر أن الأصمعي قال: سألت الخليل ممن هو؟ قال: نحن من أزد عمان من فراهيد. قلت: وما فراهيد؟ قال: جرو الأسد بلغة عمان.
قال الأصمعي: وربما قال: الفرهودي، وأنشدني في فضل النحو فذكر أبياتا منها:
فاطلب النحو للحديث وللشعر... مقيما والمسند المرادي
والخطاب البليغ عند احتجاج... الخصيم يزهى بحسنه في الندى
وقال في كتاب "التقريظ": هو أوحد الصغير فريع الدهر وجهبذ الأئمة، وأستاذ أهل الفطنة الذي لم يربط مرة ولا عرف في الدنيا عديله حتى لقال بعض أهل العلم: إنه لا يجوز على الصراط بعد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة أحد زهدا من الخليل، وروى ثعلب: كان الخليل لم ير مثله.

الصفحة 220