كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 9)

حتى نكاد نفرط وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط وإني أسمع من إخواننا [ق 63/أ] القادمين علينا لما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر لذلك، وقال عَمرو بن سهل: ما ولد من خمسين ومِائَة سنة مثل أبي زرعة.
وقال أبو زرعة: رأيت فيما يرى النائم كأني في مسجد النبي صَلى الله عَليه وسَلم وكأني أمسح يدي على موضع المقعد من منبره صَلى الله عَليه وسَلم الذي يليه ثم أمسكته، فعبره لي رجل من أهل سجستان فقال: أنت تعني بحديث النبي صَلى الله عَليه وسَلم والصحابة والتابعين.
وذكر أبو عبد الله الطهراني وأبو زرعة عند أبي، فقال أبي: كان أبو زرعة أفهم من أبي عبد الله وأعلم منه بكل شيء بالفقه والحديث وغيره.
وقال يونس بن عبد الأعلى: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما بخير وقال: بقاؤهما صلاح المسلمين.
وقال أبو زرعة: ذهب بي أبي إلى عبد الرحمن بن سعد الدشتكي فأقعدني على فخذه، وقال: أخرج يدك فنظر إلى شقوق فيها، فقال لأبي: إن ابنك هذا سيكون له شأن، ويحفظ القرآن والعلم، وذكر أشياء، وقال أبو زرعة: خرجت من الري المرة الثانية سنة تسع وعشرين، ورجعت سنة اثنتين وثلاثين في أولها، ثم خرجت إلى مصر فأقمت بها خمسة عشر شهرا، وقال: أقمت في خرجتي الثالثة بالشام والعراق ومصر أربع سنين وستة أشهر.
حدثنا الحسن بن أحمد ابن الليث، قال سمعت أحمد بن حنبل وسأله رجل فقال: بالري شاب يقال له أبو زرعة فغضب أحمد، وقال: تقول شاب؟
كالمنكر عليه، ثم رفع يديه وجعل يقول: اللهم انصر أبا زرعة على من بغى عليه، اللهم عافه، اللهم ادفع عنه البلاء في دعاء كثير؛ فلما قدمت على أبي زرعة حكيت له ذلك وكتبت له الدعاء، فقال لي أبو زرعة: ما وقعت في بلية قط، فذكرت [ق 63/أ] دعاء أحمد إلا ظننت أن البلية تفرج عني.
وكتب إليه عبد الرحمن بن عمر بن شبة من أصبهان: اعلم رحمك الله

الصفحة 46