كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي - مقابل (اسم الجزء: 11)

وفي كتاب الكامل للمبرد: كان أعور، وكان فقيها، وكان ربما صنع الحديث ليشد به من أمر المسلمين ويضعف من أمر الخوارج، وذلك أنه سمع قوله صلى الله عليه وسلم: "كل كذب يكتب إلا ثلاثة؛ كذب الرجل في الحرب..." الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"، وكان حي من الأزد إذا رأوا المهلب رائحا إليهم قالوا: راح ليكذب، وفيه يقول رجل منهم قال المرزباني: هو أبو حنظلة، ويقال: أبو رملة:
أنت الفتى كل الفتى... لو كنت تصدق ما تقول
إن المهلب راح يكذب... بعدما جنح الأصيل
وقال آخر من بني تميم:
تبعنا الأعور الكذاب... طوعا يزجي كل أربعة حمارا
فيا ندمي على تركي عطائي... معاينة وأطلبه ضمارا
إذا الرحمن يسر لي قفولا... فحرق في قرى سؤلان نارا
وفيه يقول بعض الأزد:
إن العراق وأهله لم يخبروا... مثل المهلب في الحروب فسلموا
أمضى وأيمن في اللقاء نقيبا..، وأقل تهليلا إذا ما أحجموا
وقال أبو حرملة العبدي:
عدمتك يا مهلب من أمير... أما تندي يمينك للفقير
بدولاب أضعت دماء قومي..، وطرت على مواشكة درور
فقال له المهلب: ويحك! والله إني لأقيكم بنفسي وولدي.
قال: جعلني الله فداك، فهذا الذي أنكره منك، ما كلنا يحب الموت. قال: ويحك!

الصفحة 386