كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

إِن قلتَ: ما فائدة قوله " من السَّمَاء " مع أن الصيِّبَ لا يكون إِلَّا منها؟
قلتُ: فائدتُه أنه عرَّف السماءَ، وأضاف الصيِّب إليها، ليدلَّ على أنه من جميع آفاقِ السَّماء، لا من أُفُقٍ واحد، إِذْ كُلّ - أفُق يُسمَّى سماءً، ونظيرُ ذلك قولُه تعالى: " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ ".
10 - قوله تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصَابهُمْ فِي آذَانِهِمْ. .) .
عبَّر بالأصابع عن أناملها، والمرادُ بعضها لأنهم إنما جعلوا بعض أناملها.
11 - قوله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي إنه لا أنداد له.
فإِن قلتَ: المشركون لم يكونوا عالمين بذلك، بل كانوا يعتقدون أنَّ له أنداداً؟
قلتُ: المرادُ وأنتم تعلمون أن الأنداد لا تقدر على

الصفحة 17