قلت (¬1): صفوان ذكره ابن حبان في "ثقاته" (¬2)، وكذا الغازي وعرفه بروايته عن جملة من الصحابة وابنه أبو هشام بن الغازي روى عن أبيه وأهل الشام (¬3). وبقية عابوا عليه تدليسه، وروايته عن المجاهيل، وإسماعيل روى هنا عن الشاميين، وابن حزم وغيره يحتج به في مثل ذلك، وليس كما قال من إرساله فإنه قال: عن رجل من الصحابة ولا تضر الجهالة به ولا يسمى هذا مرسلًا (¬4).
واحتجوا (¬5) أيضًا بحديث من طريق مُطَيَّن عن حسين بن يوسف السمتي -وهو مجهول- عن محمد بن مروان -وهو مجهول- عن عطاء بن عجلان -وهو مذكور بالكذب- عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - رفعه "كل طلاق جائز إلا طلاق المعتوه المغلوب على عقله" (¬6) وينبغي أيضًا أن يكون على رأيهم غير صحيح؛ لأنهم
¬__________
(¬1) القائل هو ابن الملقن -رحمه الله-.
(¬2) "الثقات" 4/ 380.
وقال ابن حبان: يروي عن أنس، روى عنه الغاز بن جبلة، وهو أبو هشام بن الغاز.
(¬3) "الثقات" 5/ 294 والمذكور فيه إنما هو الغاز بن ربيعة الجرشي، قال: من أهل الشام، يروي عن جماعة من الصحابة، روى عنه ابنه هشام بن الغاز وأهل الشام.
(¬4) قلت: ظاهر صنيع المصنف -رحمه الله- هنا محاولة إثبات الحديث، بالرغم من أنه قد أطلق القول بضعفه في "البدر المنير" 8/ 118.
(¬5) من هذا الموضع استكمل المصنف -رحمه الله- النقل عن ابن حزم.
(¬6) رواه الترمذي (1191) من طريق مروان بن معاوية عن عطاء بن عجلان عن عكرمة بن خالد عن أبي هريرة -لا ابن عباس- به. وقال: حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عطاء بن عجلان، وعطاء ضعيف ذاهب الحديث.
ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 156 (1069) وضعفه وكذا أعله شيخ الإسلام ابن القيم -قدس الله روحه- في "زاد المعاد" 5/ 209، وضعفه في "أعلام الموقعين" 2/ 327، وأعله الحافظ في "الفتح" 9/ 393، وفي "الدراية" 2/ 69. وضعفه الألباني في "الإرواء" (2042).