كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

فصل:
الآية الأولى قيل فيها: جاز أن يقال خلقا، وقوله: {بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26] أي: تركوا العمل له فكانوا ناسين له، قاله السدي، وقال عكرمة: وهو من التقديم والتأخير أي: لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا، أي: بما تركوا أمر الله والقضاء بالعدل (¬1).
فصل:
والآية الثانية: يجوز أن يكون المعنى: فيها هدًى ونور للذين هادوا عليهم، ثم حذف، وقيل: (لهم) بمعنى (عليهم) مثل: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7] و {الَّذِينَ أَسْلَمُوا} هنا نعت فيه معنى المدح مثل: بسم الله الرحمن الرحيم، {الرَّبَّانِيُّونَ}: العلماء الحكماء، وأصله رب العلم، والألف والنون للمبالغة، وقال مجاهد: هم فوق الأحبار (¬2)، والأحبار للعلماء؛ لأنهم يحبرون الشيء وهو في صدورهم محبر.
واختلف لم سمي حبرًا؟
فقال الفراء: أي: مداد حبر، ثم حذف مثل {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]، وأنكره الأصمعي وقال: إنما سُمي حبرًا لتأثيره. يقال: على أسنانه حبرة. أي: صفرة وسواد (¬3).
¬__________
(¬1) انظر هذِه الآثار في "تفسير الطبري" 10/ 575 (29865 - 29866)، "تفسير ابن كثير" 12/ 86.
(¬2) "تفسير مجاهد" 1/ 197.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 315.

الصفحة 491