كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

فصل:
فيه: أن ما أهدي إلى العمال وخدمة السلطان بسبب سلطانهم أنه لبيت المال ألا ترى قوله - عليه السلام -: "هدايا العمال غلول" وروي: "هدايا العمال" (¬1) كما ترجم به البخاري إلا أن يكون الإمام يحيى قبول الهدية لنفسه فذلك تطييب له بما قال - عليه السلام - لمعاذ حين بعثه "قد علمت الذي دار عليك في مالك وإني قد طيبت لك الهدية" فقبلها معاذ وأتى بما أهدي إليه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجده قد توفي، فأخبر بذلك الصديق، فأجازه، ذكره ابن بطال (¬2). وسلف في ترك الحيل، في باب احتيال العامل ليهدي إليه (¬3) تمام
¬__________
(¬1) كذا بالأصل، وهو تكرار، فلعل إحداهما خطأ ففي "شرح ابن بطال" 8/ 248: "هدايا الأمراء .. ".
والحديث روي باللفظين عن عدة من الصحابة أشهرها عن أبي حميد الساعدي مرفوعًا رواه أحمد 5/ 424، والبزار في "مسنده" 9/ 172 (3723) وأبو عوانة في "مستخرجه" 4/ 395 (7073)، والبيهقي 10/ 138من طرق عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير، عنه. به قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 200: من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهي ضعيفة.
وقال الحافظ في "الفتح" 5/ 221: وفي إسناده إسماعيل بن عياش وروايته عن غير أهل المدينة ضعيفة وهذا منها.
قلت: وله شواهد كما ذكرنا أسانيدها معلولة.
قال ابن حجر في الموضع السابق: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وجابر ثلاثتها في الطبراني "الأوسط" بأسانيد ضعيفة. اهـ.
بل إنه قال عن حديث أبي حميد الذي ضعفه لأنه من رواية إسماعيل بن عياش: قيل: إنه -أي إسماعيل بن عياش- رواه بالمعنى من قصة ابن اللتبية المذكورة في الباب.
(¬2) "شرح ابن بطال" 8/ 248.
(¬3) سلف برقم (6979).

الصفحة 530